السبت، 9 يونيو 2012

ذكرياتى مع الوالد رحمه الله تعالى -المقال الرابع- ماأكثر مايُفترى على العلماء! حادثة طريفة ولكن فيها عبرْ فتأملوا! سأروى حادثة شاهدتها بأُمِ عينى عندما رافقت الوالد رحمه الله تعالى فى إحدى الجنائز فى التسعينيات من القرن الماضى,وستجدون فيها بإذن الله فوائد ولعل أهمها بيان الى أى مدى يُفترى على العلماء إما عن قصد وسؤ نية وإما عن سؤ فهم. فى تلك الفترة تُوفى أحد أصدقاء الوالد-رحمه الله- فخرج الوالد فى جنازته ليصلى عليه ورافقته فى ذلك اليوم وكما هو معروف عندما تُرافقُ عالماً تجدُ نفسك ترقبُ حركاته وسكناته وكلماته وهذا ماكان يحدثُ معى عندما أرافق والدى وشيخى وحبيبي -رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى- فخرجنا مع من يحملون الجنازة وصلى عليه الوالد وأخذ يشرح للناس باسلوبه المُبسَّط المعروف آداب وأحكام الجنازة,حتى لايكاد يمل أو يتعب من تكرار ذلك لسنوات طويلة ولاتكاد جُزئية من جُزئيات الفقه الاويشرحها بشكل يومى لعقودٍ طويلة. المهم أذكر أثناء سير الجنازة بدأ بعض الناس بالتهليل والتكبير بصوتٍ عال فوقف الوالد بين الجموع المكتظة وأوقفهم وأنكر هذه الطريقة وقال هى ليست من السنة بل قد يأثم صاحبها لأن الهدى النبوى هو الصمت والدعاء فى السر والمشي بسكينة ووقار. ثم سارت الجموع للمقبرة وحدثت حادثة طريفة ولكن فيها عِبَْر وتعلمت منها أجمل الدروس وفهمت منها كيف يُكذبُ على والدى ويُنقل عنه خلافَ مايُفتى ويعتقد إما عن سؤ قصد أوسؤ فهم. فعندما وصلنا بالميت الى الحفرة, تقدم الوالد بالقرب من القبر وبدأ يُعلمُ الناس تفاصيل الدفن وفى أثناءِ ذلك وقف أحد الأشخاص -ممن كان يضع اللوح الاسمنتى على القبر- على القبر فتقدم الوالد ونهاه وبين له خطأه وحرمة ذلك فغضب هذا الرجل وأخذ يصيح موجها كلامه للوالد-يبدوا أنه لايعرف شخص الوالد- وقال الرجل للوالد:"ياحاج طلعتونا دين جديد وأنى سمعت الشيخ مصطفى التريكى يقول مش حرام" ولم يكن يعلم انه يُخاطب الشيخ نفسه فضحك الوالد رحمه الله ومن حوله فكما يُقال شرُّ البلية مايُضحك! فتعلمت من هذه القصة وغيرها سؤ النقل والفهم عن العلماء وما أكثره فى زماننا. وجزاكم الله خيرا والى لقاء فى قصة أخرى من ذكرياتى مع الوالد إبنه المشتاق عبدالسلام مصطفى التريكى ٢٣ مايو ٢٠١٢ See Translation


ذكرياتى مع الوالد رحمه الله تعالى                                                                                                    

ماأكثر مايُفترى على العلماء!                                                          

حادثة طريفة ولكن فيها عبرْ فتأملوا!                                                                                                  

سأروى حادثة شاهدتها بأُمِ عينى عندما رافقت الوالد رحمه الله تعالى فى إحدى الجنائز فى التسعينيات من القرن الماضى,وستجدون فيها بإذن الله فوائد ولعل أهمها بيان الى أى مدى يُفترى على العلماء إما عن قصد وسؤ نية وإما عن سؤ فهم.

فى تلك الفترة تُوفى أحد أصدقاء الوالد-رحمه الله- فخرج الوالد فى جنازته ليصلى عليه ورافقته فى ذلك اليوم وكما هو معروف عندما تُرافقُ عالماً تجدُ نفسك ترقبُ حركاته وسكناته وكلماته وهذا ماكان يحدثُ معى عندما أرافق والدى وشيخى وحبيبي -رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى- فخرجنا مع من يحملون الجنازة وصلى عليه الوالد وأخذ يشرح للناس باسلوبه المُبسَّط المعروف آداب وأحكام الجنازة,حتى لايكاد يمل أو يتعب من تكرار ذلك لسنوات طويلة ولاتكاد جُزئية من جُزئيات الفقه الاويشرحها بشكل يومى لعقودٍ طويلة.

المهم أذكر أثناء سير الجنازة بدأ بعض الناس بالتهليل والتكبير بصوتٍ عال فوقف الوالد بين الجموع المكتظة وأوقفهم وأنكر هذه الطريقة وقال هى ليست من السنة بل قد يأثم صاحبها لأن الهدى النبوى هو الصمت والدعاء فى السر والمشي بسكينة ووقار. ثم سارت الجموع للمقبرة وحدثت حادثة طريفة ولكن فيها عِبَْر وتعلمت منها أجمل الدروس وفهمت منها كيف يُكذبُ على والدى ويُنقل عنه خلافَ مايُفتى ويعتقد إما عن سؤ قصد أوسؤ فهم. فعندما وصلنا بالميت الى الحفرة, تقدم الوالد بالقرب من القبر وبدأ يُعلمُ الناس تفاصيل الدفن وفى أثناءِ ذلك وقف أحد الأشخاص -ممن كان يضع اللوح الاسمنتى على القبر- على القبر فتقدم الوالد ونهاه وبين له خطأه وحرمة ذلك فغضب هذا الرجل وأخذ يصيح موجها كلامه للوالد-يبدوا أنه لايعرف شخص الوالد- وقال الرجل للوالد:"ياحاج طلعتونا دين جديد وأنى سمعت الشيخ مصطفى التريكى يقول مش حرام" ولم يكن يعلم انه يُخاطب الشيخ نفسه فضحك الوالد رحمه الله ومن حوله فكما يُقال شرُّ البلية مايُضحك!

فتعلمت من هذه القصة وغيرها سؤ النقل والفهم عن العلماء وما أكثره فى زماننا.
وجزاكم الله خيرا والى لقاء فى قصة أخرى من ذكرياتى مع الوالد

إبنه المشتاق عبدالسلام مصطفى التريكى
٢٣ مايو ٢٠١٢


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق