السبت، 9 يونيو 2012

تعلموا العلم فبالعلم يشرف الوضيع،وينبه الخامل،ويعلو الأرقاء على مرتبة الملوك



ذكرياتى مع الوالد رحمه الله تعالى

تعلموا العلم فبالعلم يشرف الوضيع،وينبه الخامل،ويعلو الأرقاء على مرتبة الملوك

كنت دائما أتسائل مالذى رفع الله به ذكر الوالد فى الأرض فأحبه الصغير والكبير والغنى والفقير والرفيع والوضيع والعالم والجاهل وهو الرجل البسيط والفلاح وابن رجلٍ أُمِّى!

وكما جاء فى الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه.
نعم لقد رفع الله ذكره بالعلم ونحسبه بالاخلاص ومداومة الدعاء والتضرع ولعلى أسوق لكم قصةً من سلف هذه الأمة تبين كيف يرفع الله بالعلم أضعف خلقه

عبدالسلام مصطفى التريكى

"عطاء بن أبى رباح رجل أسود البشرة أعور العين أفطس الأنف مشلول اليد أعرج القدم أقرع ليس في رأسه إلا شعرات مولى من الموالي كان يعيش في بلد الله الحرام في مكة المكرمة ؛فياترى كيف تتوقع أخي كان عيشه؟.هل كان مشرداً متسولاً يقف على أبواب الناس أم كان الملوك والخلفاء يقفون على بابه؟. هل كان يعيش ذليلاً كسيراً أم كان يعيش عزيزاً وجيهاً؟.هل كان يُرفض قوله أم كانت طلباته أوامر يسعى الخلفاء لتحقيقها؟.

فهذا الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الذي ملك من الشام شمالاً حتى اليمن جنوباً ومن الهند والسند شرقاً حتى المغرب غرباً يطوف بالبيت في شهر الحج ثم يسأل عن الرجل فيُدل عليه فيأتيه سليمان فيجده مستغرقاً في صلاته ومن حوله الناس جلوساً فيجلس الخليفة حيث ينتهي به المجلس مع الناس ،وبعد أن انتهى الرجل من صلاته حياه الخليفة فرد عليه التحية وبدأ الخليفة يسأله عن مناسك الحج فيجيب عنها كالبحر الذي لا ساحل له،فلما انتهي الخليفة من مسائله شكر الرجل ودعا له وانصرف،ثم قال لأبنائه ناصحاً يابني تعلموا العلم فبالعلم يشرف الوضيع،وينبه الخامل،ويعلو الأرقاء على مرتبة الملوك, وصدق والله فما الذي جعل الخليفة الأموي بما يملك من الدنيا يقف بين يدي هذا الرجل موقف التلميذ المؤدب،وجعل من الرجل في موقف العز في موقف المعلم المربي؟.إنه العلم وكفى..فبالعلم ومن العلم يبدأ طريق العزة والفلاح في الدنيا والآخرة..أعرفتم من ذلك الرجل؟. إنه التابعي الجليل شيخ الإسلام،مفتي الحرم المكي أبو محمد عطاء بن أبي رباح (للمزيد عن سيرته يرجع إلى : الذهبي،سير أعلام النبلاء،ج5،ص87وما بعدها).ولد بعد عامين من خلافة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وعمَّر مائة عام ملأها بالعلم والعمل،أدرك مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ضيَّع الفرصة بل أخذ عنهم العلم والعمل حتى لقبه البعض بوارث علم حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه،شغل أوقاته بطلب العلم حتى امتلأ صدره علماً وفقهاً ورواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فساد وعز؛فأين من يضيِّعون حياتهم في اللعب واللهاث وراء الشهوات من سير أمثال هؤلاء الأفذاذ؟.بلغ من العلم شأناً حتى كان ينادي في الحج منادياً:لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح.

ملاحظة:قصة عطاء منقولة للفائدة وكمثال على ماكتبته كمقدمة وأردت ايصاله لتعم الفائدة بإذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق