هذه قصيدة كتبتها بعد وفاة أحب من رأت عيني إلى قلبي جدي الشيخ مصطفى عبد السلام التريكي – رحمه الله – ، وتركتها كما كتبتها يومئذ ولم أشأ أن أعدل فيها شيئا حيث كتبتها وقد كان قلبي يكاد أن يتفطر حزنا على فراقه – رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى -.
القصيدة :
جداه نبع الحب والتحنان *** يا من تدفق حبه بجناني
نبض الفؤاد بحبكم فتدفق الـ *** ـحب العظيم بسائر الأركان
أنت الذي من الإله علي أن *** قد كنت جدي يا رفيع الشان
ربيتني مع والدي غمرتني *** بمحبة ورعاية وحنان
وغرست في قلبي محبة ربنا *** ومحبة المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته *** وسلامه أبدا مدى الأزمان
حببت لي القرآن كم أوصيتني *** بالحفظ والترتيل كل أوان
يا احميدة اقرأ آي ربك دائما *** رتل ولا تغفل عن القرآن
ومحاسن الأخلاق قد علمتني *** ورأيتها في فعلكم بعيان
ربيت أخوالي الذين أحبهم *** حبا ليعجز وصفه بلساني
( ما كان يدعوني إذا قابلته *** باسمي صحيح الصرف والميزان
إن غبت يوما عنه أو يومين لم *** يصبر وساءل جدتي عن شاني )
في بحر فضلك قد غرقت مقيدا *** ما لي لرد البعض منه يدان
يا جد إن لكم علي فضائلا *** في الطول تعلوا السحب في الأعنان
لن أستطيع وخالقي تعدادها *** حتى ولو ألفت بالأوزان
ألفية منظومة بمعونة *** من أبلغ الشعراء من قحطان
بحر تجود ولست تنهر سائلا *** تعطيه ترجوا جنة المنان
نهر تدفق بالحنان مياهه *** تروي فؤاد الظامئ العطشان
ورأيت من صبر عظيم نادرا *** ما قد تراه بهذه الأزمان
ماذا عساي بأن أقول بمدحكم *** والكل يعرف قدركم فكفاني
فلذكركم يعلي مقام قصيدتي *** لا ليس يعلي شأنكم هذياني
إني أحبك والذي برأ الورى *** حبا أقل قليله أحزاني
فلقد حزنت لفقدكم حزنا ولم *** أحزن كهذا اليوم والرحمن
الموت حق والقيامة موعد *** والله أسأله بأن تلقاني
في جنة الفردوس مع خير الورى *** والأنبيا والصحب والإخوان
يا جد إني قد كتبت قصيدتي *** والدمع فوق الخد كالطوفان
أبشر أيا شمسا تقارب ضوؤها *** وسمت بعيدا عن بني الإنسان
فلقد دنوت تواضعا يا شيخنا *** وسموت مجدا في أعز مكان
فلأذكرنك في دعائي دائما *** إن قد مضي من ليلنا الثلثان
أو في السجود وفي الركوع وكلما *** رُفعت يداي لربي الديان
ما لي لرد جميلكم من قدرة *** إلا دعاء الله ذا السلطان
يا رب فاغفر للحبيب وجنة الـ *** ـفردوس أسكنه مع العدناني
صلى عليه الله خير صلاته *** وسلامه ما علم الوحيان
يا رب واجمعني بهم في مجلس *** يا خالقي واجعلهمُ جيراني
*****
الناس مع مر الزمان أراهمُ *** ينسون تلك طبيعة الإنسان
لكن ستبقى في فؤادي دائما *** يا جد ما رب العلى أحياني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق