السبت، 9 يونيو 2012

خاطرة فى الصداقة والعلاقة بين البشر


خاطرة فى الصداقة والعلاقة بين البشر

مع مرور الأيام نزداد فهما لتعقيدات العلاقة بين البشر بصفة عامة ونحتار أحيانا فى بعضها ولكن تجد أن المولى عزوجل رسم لنا خطوطا عريضة لتحمى وتحفظ هذه العلاقة بل وتنشأ لهاحدودا وضوابط تنجينا على قدر فهمنا واتباعنا لهذه الضوابط.

ولعل من أجملها وأبدعها هو حديث النبي صل الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" متفق عليه. وزاد الترمذي والنسائي: "والمؤمن من أمِنَه الناس على دمائهم وأموالهم" وزاد البيهقي: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله".

فعادة يطمح كل منا فى مقتبل العمرأن يكون له أصدقاء يرسم لهم صورة كبيرة ومع مرور الأيام يتعلم ماهو حقيقي وماهو واقعى وماهو صادم وماهو جميل ومع المعرفة والايام تنضج هذه الصورة وتصغر فى الحجم.

ولكن الرجوع الى النبع الصافى والمنهج العملى لسنة نبينا صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام تبدأ فى ضبط هذه الصورة وتأكيد ملامحها فهذا الحديث يبين جانبا مهما وجوهريا فى علاقة البشر بعضهم ببعض فقبل ان ندخل فى تفاصيل ومتاهات هذه العلاقة يجب أن ندرك هذا التوجيه النبوى فهو يوضح مبدأعظيما قلما ننتبه إليه فى علاقة بعضنا ببعض ألاوهو كف الأذى بكل أشكاله اللفظية والحسية والعملية عن المسلم قبل الحديث عن مبادئ الصداقة وحقوقها. فقديما كنت أفهم أن الصديق الحقيقي من تجده اذا طلبته ومن يبتسم لك ويقف بجانبك ولاشك أن هذا موجود وحقيقي لكن عرفت مع الأيام أن أجمل شئ وأهم شئ يمكن أن يقدمه لك الصديق هو كفه الأذى عنك بلسانه وجوارحه ومايفعله فوق هذا من خير ومساندة فهو زياة وبركة.

وبارك الله لى ولكم فيما نكتب وجعله ذخرا لنا يوم نلقاه.

كتبها أخوكم عبدالسلام مصطفى التريكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق