السبت، 9 يونيو 2012

تواضع العلماء أمر عزيز


ذكرياتى مع الوالد رحمه الله تعالى

                                                   تواضع العلماء أمر عزيز

سأسرد حادثة شاهدتها وعشتها مع والدى رحمه الله تعالى تركت أثرا كبيرا فى نفسى ولازلتُ أتذكر تلك الحادثة التى زادتنى حبا وقربا من والدى ,فتواضع العلماء له أثر كبيرٌ فى النفوس وأعظمُ الأثر عندما تعيشُه بنفسك وتصوره بعينيك وتسجله فى ذاكرتك فيكون درسا عمليا يصعب نسيانه ويستمر أثره أبعد مما نتصور.

يومها توفى صديق عزيز على الوالد-رحمهما الله- وهو الحاج عبدالسلام الفقيه من أعيان فزان وتأثر الوالد لفقدانه فذهبت معه للتعزية ووصلنا لبيته ووجدنا بعض أولاده فى خيمة واستقبلونا بترحاب أهل الجنوب المعروف وأجلستُ الوالد عند أقرب كرسي وكانت حركته صعبة بعد مرضه الأول فتجمع الوجودون حوله وجلسوا بالقرب منه ولكن كان هناك رجل كبيرٌ فى السن أُخْبِرنا فيما بعد أنه من أعيان العائلة أو القبيلة جلس فى مكانه ولم يأت للسلام على الوالد ثم بدأ فى الصياح والغضب يتملكه وأخذ يقول تركتونى وذهبتم كلكم للتريكى وهمَّ بالنهوض وأهل الفقيد يهدؤنه ويأبى وقال كلاما آخر والوالد رحمه الله كان سمعه ضعيفا فى إحد أُذُنيه وبصره ضَعُف فى آخر حياته ولكن لما تعالى صياحُ الرجل انتبه الوالد وأخذ يستفسر عما يحدث فأَعلمه أحد الحاضرن فنادانى وطلب منى أن أقوده للرجل وسلم عليه وجلس بجانبه وأخذ يهدأه ويقول له:أنت عزيز ياحاج فلان والناس إنما جلسوا بجانبى لأننى رجل مريض تصعبُ حركتى ولكن الرجل كَابَْر ثم مع الحاح الوالد هدأ وبقى الوالد بجانب الرجل وطلب من الناس ان يجلسوا بجانبه .

هذا هو شيخى ووالدى رحمه الله ولهذا أحبه الكبير والصغير والغنى والفقير والمسئول والعامى.

و إلى لقاءٍ آخر فى سيرة شيخى ووالدى رحمه الله وكما قال بن مسعود رضى الله عنه"اقتدوا بمن مات فإن الحى لاتُأمنُ فتنته"

إبنه المحب عبدالسلام مصطفى التريكى
كتبته ٢٥ مايو ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق