السبت، 11 أغسطس 2012

ويأتي النبي وليس معه أحد!



ويأتي النبي وليس معه أحد!

قال صلى الله عليه وسلم : (يأتي النبي ومعه الرهط، ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان، ويأتي النبي وليس معه أحد)!

منذ زمن وأنا أرغب فى الكتابة حول هذا الحديث العظيم , ولعلى هنا بعد توفيق الله أُشير إشارة فقط , لأن الموضوع طويل ويحتاج لمقالات حوله , ولكن لعل الله ييسر فى وقت قريب.

كثيراً مانجد فى هذا الزمان انقلاب المفاهيم وعكس الحقائق , حتى اصبح الحق باطلا , والباطل حقاً! ومن أحد هذه المفاهيم المقلوبة والتى تخالف ما تواتر ذكره فى القرآن الكريم , هو قضية الاستدلال على صحة القائل أو القول بكثرة الاتباع لهذا القائل , أو كثرة المعجبين , أو كثرة الحاضرين!
وهذا الاستدلال يخالف صريح القرآن ويخالف متواتر السيرة النبوية , ويخالف عمل وفهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ففى كتاب الله العزيز تجد الله عز وجل يبين هذه الحقيقة , وهى أن الكثرة لاتدل على الخير دائما كما يظن كثير من الناس , بل الأكثرية لاتتبع الحق , قال تعالى { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } , وقال تعالى
(وما وجدنا لأكثرِهِمْ مِنْ عهدٍ وإنْ وجدْنا أكثرَهُمْ لفاسقين) , وقال تعالى (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزِل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنْ كثيراً منهم فاسقون) , قال تعالى (كنتمْ خير أمَّةٍ أخرِجتْ للناس تأمرون بالمعروف وتنهَوْنَ عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمنَ أهلُ الكتاب لكان خيراً لهمْ منهمْ المؤمنون وأكثرهم الفاسقون). ومن السيرة النبوية هذا الحديث الصريح وغيره , أن النبى المؤيد بالوحى قد لايتبعه أحد , فهل هذا يُعدُّ قدحا! حاشاهم , فهم رسل الله وخاصته ولكن أتباع الحق قليل ولو كثرُوا.

ومن كلام الصحابة شئ كثير يوضح أن كثرة الأتباع لاتعنى صدق وصحة كلام المتبوع , وكما فسر عبدالله بن مسعود حديث النبى صلى الله عليه وسلم المتواتر فى افتراق الأمة "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ...........والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة " فقال ابن مسعود: الجماعة ماوافق الحق ولو كان رجلًا واحدً. فالعبرة ليست بالكثرة بل بموافقة الحق.

وقد عجبت من أحدهم عندما أنكروا عليه فتاواه المخالفة لمنهج أئمة الاسلام , فقال أنا يشاهدنى الملايين!!! سبحان الله أهؤلاء خير من الأنبياء!

ألم يعلموا أن أتباع بودا مئات الملايين!
ألم يعلموا أن أتباع الهندوس مئات الملايين!

لقد كان يطلق على الامام أحمد فى زمانه بعد فتنة خلق القرآن , السواد الأعظم وهو رجل واحد!

فلا تغتروا بكثرة الأتباع , بل يُحكم على القائل بمدى موافقته للحق.

كما ذكرت فى المقدمة , الموضوع طويل ولكن أحببت التذكرة , ولعل الله ييسر من يؤلف فيه من ذوى الاختصاص , فهو أمر جد خطير وحدث فيه تلبيس كثير على الناس.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

أخوكم عبدالسلام مصطفى التريكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق