الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

قَالَ الشافعى: "لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حُفِظَ , الْعِلْمُ مَا نَفَعَ"


قَالَ الشافعى: "لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حُفِظَ , الْعِلْمُ مَا نَفَعَ"

نعم إن العلم ليس بكثرة المسائل والرواية والتقعير فيها , بل هو نور وحكمة يقذفها الله عز وجل فى قلوب عباده المؤمنين السالكين لطريق العلم وأهله , فقد رأيت فى حياتى أقواما جمعوا كثيرا من العلوم وأفنوا سنواتٍ فى تحصيلها ولكن لم نجد لها أثرا فى دعوتهم , فلم ينتفع بهم أحد ولم يتأثر بهديهم أحد بالرغم أنهم ملؤا الدنيا قولاً وقيلا وفسّقوا هذا وبدّعوا هذا وضللوا هذا وحقّروا هذا , حتى أصبحت مجالسهم غيبة وانتقاصا لعباد الله.

وهناك أقوامٌ آخرون مَنّ الله عليهم بسلوك طريق العلماء العاملين , فنشروا الخير أينما حلّوا ونثروا الدُرَرَ أينما نزلوا , فنهضت بعلمهم البلاد والعباد وسقى الله بهم الأرض القاحلة وأنبت الله عز وجل بهم الأشجار المثمرة , ولربما كان بعضهم أقل علما وتحصيلا من أولآئك الشاتمين ولكن الله عز وجل بارك فى القليل الذى علموه ونفع به الكثير فى حياتهم وبعد مماتهم, فالعلم ما كان له أثر على المتعلم قبل أن يكون على غيره.

أسأل الله العظيم أن يعلمنا وأن يفعنا بما علمنا وأن يحشرنا مع عباده العلماء الخاشعين المتقين. وأنقل لكم بعض أقوال الصحابة ومن تبعهم بإحسان فى معنى ماكتبت والله أسأله القبول

أخوكم عبدالسلام التريكى

لاتنسونى من صالح دعائكم

روى البخاري بسنده عن أسامة بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يجاء بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار ، فيدور كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلاناً ما شأنك ؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه" .

* وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : "لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ" .

قال الذهبي : إن العلم ليس بكثرة الرواية ، ولكنه نور يقذفه الله في القلب ، وشرطه الاتباع ، والفرار من الهوى والابتداع .

وَقَالَ مَالِكٌ : "الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ نُورٌ يَهْدِي اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ" . * وَقَالَ مَالِكُ : "إنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ , وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ" .

* وَقَالَ الشَّافِعِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- : "زِينَةُ الْعِلْمِ الْوَرَعُ وَالْحِلْمُ" . وَقَالَ أَيْضًا : "لا يَجْمُلُ الْعِلْمُ وَلا يَحْسُنُ إلا بِثَلاثِ خِلالٍ : تَقْوَى اللَّهِ , وَإِصَابَةِ السُّنَّةِ , وَالْخَشْيَةِ . وَقَالَ أَيْضًا : "لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حُفِظَ , الْعِلْمُ مَا نَفَعَ" .

* وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ لأَيُّوبَ : "إذَا حَدَثَ لَك عِلْمٌ فَأَحْدِثْ فِيهِ عِبَادَةً وَلا يَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ النَّاسَ" .

* وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ أَيْضًا أنَّهُ قِيلَ لَهُ : "لِمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ ؟ فَقَالَ لِعَبْدِ الْوَهَّابِ يَعْنِي الْوَرَّاقَ ، فَقِيلَ : إنَّهُ ضَيِّقُ الْعِلْمِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ صَالِحٌ مِثْلُهُ يُوَفَّقُ لإِصَابَةِ الْحَقِّ" . انتهى كلامهم رحمهم الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق