الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

ذكرياتى مع الوالد رحمه الله - من ذلّ نفسه لله , أعزه الله بين عباده


ذكرياتى مع الوالد رحمه الله تعالى

من ذلّ نفسه لله , أعزه الله بين عباده

من الله تعالى على وعلى اخوتى خاصة بمرافقة والدنا الحبيب الشيخ مصطفى التريكى رحمه الله تعالى , والاستفادة من دروسه والتأثر بحياته.

كان رحمه الله يرفض ان يحدث عن نفسه بل وأحيانا ينهرنى ويقول اسأل الله السلامة والقبول ,فكنت اساله احيانا عن صحة ماسمعته من بعض مرافقيه وأستغله لسماع بعض القصص وكذلك استغليت فترة مرضه فى المانيا التى رافقته فيها لأنه كان شديد الخفاء فى عبادته

حدثنى الوالد - رحمه الله تعالى وجمعنا به فى جنة الفردوس- انه ترأس وفدا ليبيا من أهل العلم فى سنة ١٩٦٨ لتمثيل ليبيا فى الدروس الحسنية التى كان يعقدها الملك الحسن الثانى- ملك المغرب - وذكرأنه أعطى درسا فى الوقت المخصص له, ثم اُبلغ -الوالد رحمه الله- من قبل رئيس التشريفات الملكية المغربية ان البروتوكول يقتضى ان يُسلِّم العالم بعد انتهاء درسه على الملك ويجب ألايطأ برجليه على الفرش المدود امام الملك مما يضطر العالم ان ينحنى للملك, فذكر لى الوالد أنه لم يعترض على مسؤول التشريفات-والحديث للوالد- و عندما جاء دورى للسلام علي الملك تقدمت اليه وصافحته ووطأت بقدمى على الفرش الممدود ولم أنحنى له, ورايت الضيق والغضب على مسؤول التشريفات.

ثم ذكر لى - رحمه الله تعالى - انه غادر المجلس بعد مصافحة الملك الى غرفته وبدأ فى اعداد حقيبته علما منه انه تجاوز الخط الاحمر فى البروتكول وان هذا سيفسر على انه اهانة للملك وسيُجبر على مغادرة المغرب فى أسرع وقت على غير العادة...

ولكن حدث أنَّ رئيس التشريفات الملكية المغربية طرق الباب على غرفة الوالد وأبلغه سرور وسعادة الملك بدرس الوالد وان الملك خصص سائق وسيارة للوالد ليزور مدن ومعالم المغرب ويتمنى عودته مرة اخرى لاعطاء الدروس الحسنية!

هذا مثال من أمثلة كثيرة من عدم انحنائه لغير الله عز وجل ووقوفه شامخا أمام العواصف. والعبرة منها أن من أعز الله أعزه الله فى الدنيا والآخرة وتذكرتها عندما رأيت انحناء مسؤولين مغاربة لولى عهد المغرب الطفل.

هكذا كانت سيرة والدى وشيخى وحبيبي كلها عطاء وعزة ونسأل الله تعالى ان يحشرنا معه فى جنة الفردوس ووالله ان الشوق اليه لكبير

ابنه المشتاق عبدالسلام مصطفى التريكى

لاتنسونى من صالح دعائكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق