قال الإمام البخاري في الباب العاشر من كتاب العلم: يُقال الربّاني الّذي يُربِّي النّاس بصغار العلم قبل كباره.
لعل من أحد أشد البلايا والأمراض التى انتشرت فى السنوات الأخيرة أو ربما العقد الأخير , هو داء التعالم والتطاول على شرع الله من كل من هبّ ودب , فتجد أحداث الأسنان يتكلمون فى مسائل عظيمة توقف فيها أئمة وتجد أن بعض الشباب يتسارعون فى الفتوى والتجرؤ على مالم يتجرأ عليه علماء وأئمة الدين , وقد ذكر الامام ابن القيم فى كتابه الماتع "اعلام الموقعين عن رب العالمين" كلاما نفيسا
لعل من أحد أشد البلايا والأمراض التى انتشرت فى السنوات الأخيرة أو ربما العقد الأخير , هو داء التعالم والتطاول على شرع الله من كل من هبّ ودب , فتجد أحداث الأسنان يتكلمون فى مسائل عظيمة توقف فيها أئمة وتجد أن بعض الشباب يتسارعون فى الفتوى والتجرؤ على مالم يتجرأ عليه علماء وأئمة الدين , وقد ذكر الامام ابن القيم فى كتابه الماتع "اعلام الموقعين عن رب العالمين" كلاما نفيسا
عن ورع الصحابة رضوان الله عليهم فى الفتوى وهم أعلم الأمة وأفهمها ومن تبعهم باحسان وأنقل لكم بعضها لعلها تكون ذكرى وموعظة لى ولاخوانى والاّ فكلام الصحابة والأئمة المتبوعين فى هذا الباب كثير ولكن أقتصر على القليل:
ومن أشد العبارات التى أذكرها قول أبو حصين رحمه الله تعالى ، وكان من الأئمة الكبار، وكان رجلاً عالماً، وكان شديد الورع في الفتوى، حتى أنه كان يقول: (إنكم لتفتون الفتوى التي لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر) يعني: يقول ما أجرأكم! لو عرضت هذه المسألة على عمر لخاف أن يفتي، ولجمع لها أهل بدر يستشيرهم.
وعن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة ، فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول.
وعن عطاء بن السائب التابعي: أدركت أقواما يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد. يعني يرتجف خوفا من الله تعالى ان تكون فتواه خاطئة .
وعن سفيان بن عيينة وسحنون قالا : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.
وعن الأثرم سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول : لا أدري وذلك فيما عرف الأقاويل فيه.
وعن الهيثم بن جميل , شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها لا أدري.
وعن مالك أيضا أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها ، وكان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب.
وسئل مالك أيضا عن مسألة فقال لا أدري ، فقيل هي مسألة خفيفة سهلة ، فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف.
وقال الشافعي : ما رأيت أحدا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه على الفتيا. بمعنى أن ابن عيينة كان متمكنا من علمه ومع هذا كان قليل الفتوى يسكت عن كثير منها أو لا يفتي مع قدرته .
وقال أبو حنيفة: لولا الفرق من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت ، يكون لهم المهنأ وعلي الوزر، يريد رحمه الله تعالى : لولا الخوف من الله تعالى بإضاعة العلم ما أفتيت الناس فيما يسألون ، وأقوالهم في هذا كثيرة معروفة.
ولعل أسباب ظهور وفشو ظاهرة التعالم والتجرؤ على الفتوى كثيرة ومن أهمها , عدم الاخلاص لله عز وجل فى الطلب , والتسرع فى الطلب وعدم الترتيب فى الأولويات وهذا ما قصده البخارى فى قوله " يُقال الربّاني الّذي يُربِّي النّاس بصغار العلم قبل كباره" الذى عنونت به المقال , وكذلك الاقتصار على الكتب وعدم الجلوس للعلماء فى الحلقات ومخالطتهم والتأثر بعلمهم وسمتهم وغيرها ولكن أظن هذه أهمها والله أعلم.
اللهم علمنا ماينفعنا , وانفعنا بما علمتنا. آمين
تهمنى تعليقاتكم المفيدة.
أخوكم عبدالسلام التريكى
لاتنسونى من صالح دعائكم
ومن أشد العبارات التى أذكرها قول أبو حصين رحمه الله تعالى ، وكان من الأئمة الكبار، وكان رجلاً عالماً، وكان شديد الورع في الفتوى، حتى أنه كان يقول: (إنكم لتفتون الفتوى التي لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر) يعني: يقول ما أجرأكم! لو عرضت هذه المسألة على عمر لخاف أن يفتي، ولجمع لها أهل بدر يستشيرهم.
وعن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة ، فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول.
وعن عطاء بن السائب التابعي: أدركت أقواما يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد. يعني يرتجف خوفا من الله تعالى ان تكون فتواه خاطئة .
وعن سفيان بن عيينة وسحنون قالا : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.
وعن الأثرم سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول : لا أدري وذلك فيما عرف الأقاويل فيه.
وعن الهيثم بن جميل , شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها لا أدري.
وعن مالك أيضا أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها ، وكان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب.
وسئل مالك أيضا عن مسألة فقال لا أدري ، فقيل هي مسألة خفيفة سهلة ، فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف.
وقال الشافعي : ما رأيت أحدا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه على الفتيا. بمعنى أن ابن عيينة كان متمكنا من علمه ومع هذا كان قليل الفتوى يسكت عن كثير منها أو لا يفتي مع قدرته .
وقال أبو حنيفة: لولا الفرق من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت ، يكون لهم المهنأ وعلي الوزر، يريد رحمه الله تعالى : لولا الخوف من الله تعالى بإضاعة العلم ما أفتيت الناس فيما يسألون ، وأقوالهم في هذا كثيرة معروفة.
ولعل أسباب ظهور وفشو ظاهرة التعالم والتجرؤ على الفتوى كثيرة ومن أهمها , عدم الاخلاص لله عز وجل فى الطلب , والتسرع فى الطلب وعدم الترتيب فى الأولويات وهذا ما قصده البخارى فى قوله " يُقال الربّاني الّذي يُربِّي النّاس بصغار العلم قبل كباره" الذى عنونت به المقال , وكذلك الاقتصار على الكتب وعدم الجلوس للعلماء فى الحلقات ومخالطتهم والتأثر بعلمهم وسمتهم وغيرها ولكن أظن هذه أهمها والله أعلم.
اللهم علمنا ماينفعنا , وانفعنا بما علمتنا. آمين
تهمنى تعليقاتكم المفيدة.
أخوكم عبدالسلام التريكى
لاتنسونى من صالح دعائكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق