الصداقة
إن كان صحيحاً مايتحدث به الناس من سعادة الحياة وطيبها وغبطتها ونعيمها ، فسعادتي فيها أن أعثر في طريقي في يومٍ من أيام حياتي بصديقٍ يصدقني الود وأصدقه ، فيقنعه مني ودي و إخلاصي دون أن يتجاوز ذلك إلى ما وراءه من مآرب وأغراضٍ ، وأن يكون شريف النفس فلا يطمع في غير مطمع ، شريف القلب ، فلا يحمل حقداً ولايحفظ وتراً ، ولايحدّث نفسه في خلوته بغير مايحدّث به الناس في محضره ، شريف اللسان فلايكذب ولاينم ، ولا يلم بعرضٍ ولا ينطق بهجرٍ ، شريف الحب فلا يحب غير الفضلية ، ولا يبغض غير الرذيلة .
هذه السعادة التي أتمناها ولكني لا أراها .
المنفلوطى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق