من خلال تتبعى لقصص مكتوبة ومرئية للكثير من المسلمين الجدد وخاصة فى أمريكا وكندا , ولاأبالغ ان قلت المئات منها على مدى أكثر من سبع سنوات , وهى تجربة استفدت منها الكثير وحاولت استخلاص بعض النتائج والتى قد أصيب فيها أو أخطئ!
ولكن من باب العبرة والفائدة رأيت أن أشارككم بعضها , فان أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسى والشيطان.
تأملت كثيرا فى قصصهم ورأيت أن معظمهم من الطبقات المتعلمة واصحاب الشهادات العلمية والقاسم المشترك بينهم:
أو
لًا : حب البحث والاطلاع المتأصل فى نفوسهم سواءاً كانوا أصحاب مراكز علمية أو من عامتهم , وهذا ساعدهم كثيرا فى سرعة تقبل الاسلام من مصادره. ومن خلال تجربتى فى كندا علمت انه شئ أساسي فى مناهجهم العلمية منذ المرحلة الابتدائية , وقارن هذا بحال كثير من المناهج العلمية فى مؤسساتنا التعليمية العربية!
ثانيا: التواضع , وهى صفة تكاد تشملهم جميعا , اى المهتدين , وزادت باسلامهم الى درجة تستحى امامهم , واصبح تواضعهم خلقا مصقولا ومهذباً بالاسلام , ومن خلال عملى فى المستشفى فى كندا واحتكاكى اليومى بمختلف مستوياتهم الاكادمية والعلمية علمت أنهم يربون أنفسهم على هذا وان كان ليس لله بل لأنهم علموا أن التقدم العلمى لابد أن يصاحبه التواضع ليبرزوا ويتعلموا ويعلموا غيرهم , فلا يمكن أن يقترن العلم وحب تعليم الناس مع الكبر , فلذلك عندما أسلموا وجدوا هذه الصفة محمودة فى الاسلام وان كانت غير واضحة فى حياتنا اليومية كمسلمين ولكن وجدوها فى علمائنا العاملين , فتجدهم , أى المهتدين الجدد , أكثر احتراما لعلمائنا من بعض مسلمي بلادنا بالوراثة.
ثالثا:عدم تجاوزهم قدرهم , وهى صفة مهمة جدا تميزهم كثيرا فى كندا وأمريكا , فتجد من يسلم عندهم لايتكلم الافى حدود مايعلم , ولايفتى بمجرد اسلامه او حتى بعد سنوات من اسلامه بالرغم ان اكثرهم يقبلون على العلم الشرعى بنهم وبطرق اكادمية متزنة. فمن تجربتى البسيطة الأكادمية والاكلينيكة على مدى سبع سنوات وجدت أن هذه الصفة مهمة جدا عندهم ويربون اطفالهم فى المدارس عليها ويكرهون وبشدة من يتجاوز حده العلمى مهما علا قدره , فعندما أسلموا وجدوا فى تعاليم الاسلام هذه الصفة وان كانت غير مشاهدة فى واقع دولنا الاسلامية الامن رحم الله. من جانب مغاير , تجد بعض المهتدين فى بلادنا العربية من ممثلين وغيرهم , بمجرد هدايته وقبل ان يتعلم الصلاة تسلط عليه الأضواء ويصبح يفتى ويحلل ويحرم ويصبح قوله من الأدلة الامن رحم الله وهذا يعكس ثقافة مشوهة.
هناك أمور أخرى ولكن أكتفى بأهمها وحتى لاتملوا من قراءة المقال وأحيلكم على احدى التجارب الناجحة فى استخلاص العبر من اسلام هؤلاء فى أمريكا وكندا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم عبدالسلام مصطفى التريكى
رمضان ٢٠١٢
مدونتى الخاصة http://ameltriki.blogspot.ca/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق